نبي الله موسى (الجزء الأول)

أسألكم الدعاء لي ولوالدي (أبي وأمي) فضلاً

نبي الله موسى (الجزء الأول)

الحكايه المره دي بدأت بحلم مرعب 

فرعون حلم بحلم مرعب جداااا بالنسباله

= ياترى حلم بإيه

حلم إن في نار بتخرج من بيت المقدس وبتنتشر في مصر ، وهتولع كل بيوت أهل مصر، ماعدا بيوت بني إسرائيل مش بتيجي ناحيتهم،،

فقام من النوم خايف ومرعوب !!

" يقال أن حد من شيوخ بني إسرائيل هو اللي حلم الحلم دة "" لكن أقرب التفاسير أنه حلم فرعون ..

قام فرعون مخضوض أوي !!

فجمع السحرة والكهنة والوزراء وقعد يسألهم معني الحلم دة أية ..

 فقالوا له ده معناه إن في طفل هيتولد من بني إسرائيل وهيكون زوال ملكك على إيده.!!

فطبعا خاف أوي ،، ومن غير ما يفكر ،، أمر إن أي طفل يتولد لبني إسرائيل يُتقتل على طول

لكن المستشارين اللي حواليه قالوله إن القرار ده هيكون سبب في فناء بني إسرائيل كلهم !!

 لإن الكبار منهم بيموتوا بسبب سنهم ,، والصغيرين هيتم قتلهم ..

 فكدة إحنا هنتضرر من قلة الناس اللي بيتشغلوا وده هيأثر على إقتصاد البلد كله..

فالأفضل إن العملية تتنظم ..

إزاي ؟؟

= بإنهم يذبحوا الاطفال الذكور من بني إسرائيل في سنة , والسنة اللي بعدها يسيبوا أي طفل ذكر يتولد فيهم عشان يضمنوا الحفاظ على النسل وبكدة ميتأثروش بقلة العمال ..

فرعون وافق على الكلام ده وحسه منطقي وفيه مصلحته برضو ..

 فأصدر القرار وإبتدا تطبيقه..

ومن هنا زاد العذاب بقي على بني إسرائيل بدل مايخف ..!

اصل فرعون ده كان أشد الفراعنة قوة وظلم ...كان مفتري يعني ..

"إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا"

والفراعنة بصفة عامة كانوا بيقولوا إن دمهم فيه دم إلهي، يعني نَسَبْهُم مُتصل بالإله..

فرعون ده بقى عَدَّاهُم كلهم...قال إنه هو ذات نفسه إله ورب..

             "أَنَا رَبّكُمْ الْأَعْلَى "

وبدأ جنود فرعون ياخدوا الطفل الرضيع إللي لسه مولود ويذبحوه قدام أمه وأبوه وأهله ويسيبوه ويمشوا،،

وأهله مش قادرين يعملوا لهم حاجة.

كانت في واحدة من بني إسرائيل حامل في السنة اللي كان مسموح فيها يسيبوا الأطفال وميتقتلوش ..

ولدت الطفل دة وهي مطمنة عليه جدا إن مفيش حد هيأذيه 

والطفل دة كان اسمه اية ؟

= هارون ..

بعدها حملت تاني لكن حملها المرة دى في السنة اللي مفروض يتقتل فيها أي طفل ذكر ..

 فكان الحمل ده كله خوف وقلق على المولود 

تعمل إيه طيب !!! ..

أخفت الحمل دة وبقت تلف بطنها بقماش عشان ميبانش عليها حمل،،

 لحد ما جت لحظة الولادة، ولقت المولود ذَكر.!!

وسمته إيه !؟

= موسي ،، سيدنا موسي 

جنود فرعون ممكن ييجوا في أي لحظة يفتشوا ولو شافوه أو سمعوا صوته وعرفوا إنه ولد هيدبحوه.

في اللحظة دي ربنا أوحى للمرأة دي بحاجة ..

 إنها تحط ابنها في صندوق وترميه في النيل..

"وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ "

طيب هي أصلا خايفة عليه من القتل، إزاي ترميه في الماية ومتخافش عليه من الغرق!!

ماهو ممكن في لحظة الصندوق يتقلب والولد يموت 

و برضو لو فضل الطفل دة مع أمه هيموت !!

لكن لو حطته في صندوق في النيل فيه إحتمال إنه ميموتش، فهو ده الحل الوحيد دلوقتي..

وبعدين ربنا نهي أم موسي عن حاجتين ..

ايه هما 

 فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي

أنها لو خافت عليه تحطه في صندوق وترميه في النهر ومتخافش ولا تزعل عليه ..

ماتخافش عليه من الهلاك أو أن ممكن يحصله اي مكروه ليه بسبب رميه في النهر..

 وماتحزنش على فراقه وبعده ..

بس ربنا بشرها برضو بحاجتين ..

إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ

ربنا بشرها إن هيرجعلها سيدنا موسي تاني .. ومدام هيترد ليها بضمان ربّاني يبقى مافيش داعي تخاف من الكروه ولا تزعل من طول الفراق .. 

وبشرها كمان أنه هيجعل سيدنا موسي من المرسلين ..

فالأم أخذت ابنها الرضيع ورضّعته عشان ينام شبعان وما يصوّتش ويلم عليه الناس.

كان قلب الأم بيتقطع خوف وقلق وألم وهي بترمي إبنها الرضيع في النيل لكنها كانت عارفة ومتأكدة إن رحمة ربنا هتكون أكبر من رحمتها بإبنها بمراحل .. 

وحطيت موسي في سرير خشبي ..تابوت يعني، وحطت التابوت في النيل..

 الجنود جم فتّشوا..

 ملاقوش أطفال مولودة عندهم، سابوهم وراحوا يدوّروا في بيت تاني ،،

في الوقت ده كان التابوت بيتحرك في الماية، لحد ما وصل عند قصر فرعون!!

خادمات القصر شافوا الصندوق إللي في الماية ده وراحوا يشوفوا فيه إيه..

سحبوا الصندوق وبيبصوا لقوا طفل صغير،،

أخدوا الطفل وراحوا لزوجة فرعون ..

لما فتحت الصندوق ولاقت جواه طفل جميل .. 

ربنا زرع في قلبها القبول والحب والتعلق بالطفل ده من أول لحظة ..

 فرحَمته وحنّت عليه ,، وقررت إنها هتربيه..

إذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى ﴿38﴾ أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي )

وكانت زوجة فرعون اسمها إيه

آسية بنت مُزَاحِم.

آسيا زوجة فرعون كانت عكس جوزها تماماً ..

 كان هو كافر وهي مؤمنة ،,

 كان هو قاسي وهي رحيمة حنينة ,،

 كان هو جبار وهي رقيقة وطيبة ..

 وكان الي منغّص عليهم حياتهم حرمانهم من الأولاد , هي كانت بتتمنى ولد .. 

ف ما صدقت لاقت سيدنا موسى كان بمثابة هدية ربّانية ليها ..

هو كان هدية فعلا .. لكن مش ليها لوحدها , إنما كان للمستضعفين أجمعين 

آسيا راحت لفرعون وهي شايلة الطفل فسألها مين ده ! .. 

حكتله عن الصندوق ,،

فرعون استغرب !! فقالها ده ممكن يكون أحد أطفال بني اسرائيل .. هو مش مفروض أطفال السنادي محكوم عليهم بالقتل ؟

قعدت آسيا تفكّره بحرمانهم من الأولاد وطلبت منه يسمحلها إنها تربيه..

وفرعون وافق  

فرعون ماوافقش على طول .. 

آسيا قعدت تتحايل عليه وتستعطفته كتير .. حاولت تحببه فيه فقالتله دة هيبقى قرة عين لي ولك..

"وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا"

ففرعون قال لها: قرة عين ليكِ انتِ، أنا لأ

فضلت آسيا تدافع وتقنع في فرعون وقالت للذبّاحين "لاتقتلوه" .. 

وفوراً قدّمت السبب وقالت

 "عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا

لكن عشان فرعون كان بيحب آسيا جدا فنزل على رغبتها ووافق إن الطفل مايتقتلش..!

(فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا)

وأية اللي حصل مع أم موسي 

في الوقت ده الأم كانت قلقانة وعقلها وقلبها مع ابنها إللي مش عارفة مصيره إيه ..

يا ترى حد لقاه .؟ 

ياترى غرق في الماية...؟ 

ياترى الجنود شافوه وقتلوه...؟

 كان هاين عليها تخرج وسط الناس وتسأل عنه من كتر ما هي هتتجنن عليه.!!

"وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا"

لكن ربنا ربط على قلبها بالصبر والثبات والتوكل واليقين عشان تعرف تتحكم في مشاعرها وما يتفضحش أمرها،

لكن طبعا مش قادرة تقعد ساكتة كدة !!

 فقالت لأخته الكبيرة روحي شوفيه ...دوري عليه وفتشي عن أخباره كده..

"وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ"

البنت طلعت ومشيت على طريق النيل إللي مشي فيه التابوت لحد ما وصلت لقصر الفرعون..

و بدأت تراقب من بعيد من غير ما حد ياخد باله...

"فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ"

سمعت إن الخادمات لقوا طفل رضيع في النيل .. فعرفت ان هو دة أخوها 

آسيا بقي هتواجهها مشكلة كبيرة جداااااا مع الطفل دة ..

الطفل دة هيفضل يعيط ويصوت من كتر الجوع ومش هيرضي يرضع من اى مرضعة خاااالص .. يا تري آسيا هتعمل ايه بقي 

وأخت سيدنا موسي حصل معاها إيه لما وصلت للقصر

= سمعت إن الخادمات لقوا طفل رضيع في النيل والطفل عمّال يعيط جعان وكل ما واحدة تيجي ترضّعه يرفض إنه يرضع منها ومقطع الدنيا عياط وصويت من شدة الجوع ..

 وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ

اة يبقي دي المشكلة اللي واجهت آسيا ؟؟

= مظبوط .. الطفل بيرفض أي مُرضعة ،، آسيا احتارت !!

 وإتقطع قلبها على الطفل الي إعتبرته زي ابنها.. وماكنتش عارفة تعمل أية !!

وقتها بقي أخت موسي عرفت إن ده أخوها...فدخلت علي الخادمات وقالت لهم:

تحبوا أدلكم على ناس ياخدوا بالهم منه ويرضّعوه وهمّ مش هيقصروا في رعايته؟

فقالوا لها وانتِ عرفتي منين إنهم هيهتموا بيه للدرجة دي؟

فقالت لهم عشان الناس دي عايزين يكونوا أصهار الملك وكمان عشان ينتفعوا بالأُجرة..

الخادمات راحوا قالوا ل آسيا علي اقتراح أخت موسي .. 

  آسيا فرحت بالإقتراح وطلبت منهم يجرّبوا المُرضعة الي بتتكلم عنها دي ..

راحت البنت وجابت الست إللي قالت لهم عليها،،

اللي هي طبعا أمها وأم موسى عليه السلام..

ولما رضّعته امه فأكل وشبع،، 

وكل إللي في القصر فرحوا إن الطفل بدأ ياكل ويهدأ..

آسيا إرتاح قلبها أوي  

وطلبت من ام موسي إنها تفضل معاها في القصر عشان تراعي موسى عليه السلام .. لحد ماتخلص فترة الرضاعة..

بس ام موسي رفضت وقالت لها إن عندها زوج وأبناء،ومينفعش تسيبهم !.

ولية مينفعش تسيبهم!!؟ 

= لأن زمااااان كان العُرف عند العرب إن الست الحُرة مش مُجبرة تسيب بيتها وتقعد عند أهل الطفل الي بترضعه .. ف الطفل هو اللي يروح معاها بيتها لحد ما تم فترة رضاعته ..

" زي ما حصل كدة مع سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ومرضعته حليمة "

بس ام موسي قالت ل آسيا إن هي ممكن تاخده عندها في بيتها وترضّعه وتراعيه..

 آسيا حاولت تقنعها لكن مفيش فايدة..

فوافقت آسية إن موسى عليه السلام يرجع مع الست دي إللي هي أمه ، وماحدش يعرف إنها أمه،،

 وأمرت لها مرتب شهري 

فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ

أخدت أم موسى ابنها ورجعت للبيت وفِضِل موسى معاها خلال فترة الرضاعة..

 كانت ساعات تجيبه لآسية عشان تشوفه..

وبعد ما عدت السنتين وخلاص الرضاعة وقفت،، 

طلبت آسيا إن موسى عليه السلام يرجع للقصر عشان يعيش فيه كابن لها هي وفرعون؛

كانت آسيا بترعاه وتلعب معاه وتحنّ عليه وتعامله زي ابنها وتخاف عليه .. أما فرعون فماكنش بيتعامل معاه ومابيشيلوش غير نادراً ..

 لكنه كان راضي وهو شايف زوجته سعيدة للدرجادي بسبب الطفل ده!!

وفي يوم من الأيام آسيا وهي بتلاعب موسى وهو صغير فإدته لفرعون وحطته في حِجره.

فموسى شد فرعون من لحيته بقوة لدرجة ان في كام شعرة منهم اتقطعوا في إيده !! ..

 فرعون غضب أوي وإتأكد انه فعلا مش طفل عادي وقال ده عدوي وهو المقصود بالنبوءة !.. 

فأمر الحراس يجو عشان يقتلوه

آسيا حاولت تدافع عنه وتفهّم فرعون انه مجرد طفل ومش فاهم ومش قاصد ..!

 بس فرعون طبعا ماقتنعش ..!!

آسيا مايأستش وإقترحت إقتراح عشان تنقذه .. قالتله الاطفال مش بيميّزوا بين الجواهر والجمر اللي من نار

فهاتوا قدام موسى جواهر وجمر ونختبره ..!

 

وأية فايدة الاختبار دة !!؟

لو أخد الجوهرة يبقى هو فعلا مش طفل عادي لانه فهم إن المجوهرات غالية وثمينة وقيّمة فإختارها .. أما لو كان طفل طبيعي مش بيميّز هيختار الجمر لانه مُضيئ وشكله مُلفت للاطفال أكتر من الجواهر الي بيعتبروها حجارة مش جذابة بالنسبالهم..

وسيدنا موسي هيختار أية !؟

سيدنا موسى كان هيختار الجواهر ..

 لكن ربنا بعت سيدنا جبريل فوّجه إيده للجمرة وأخدها .. 

وبما إن من عادة الاطفال إنهم أي حاجة جديدة عليهم بيمسكوها ويحطوها داخل فمهم عشان يستكشفوها .. فبرضو سيدنا موسى أول ما مسك الجمرة حطها ف فمه على طول ..

 الجمرة حرقت لسانه وآذت إيده فرماها وقعد يعيّط..

وقتها بقي اتأكد فرعون إن موسى طفل عادي وتصرفاته نابعة من براءة ومش مقصودة ..!

ولسان سيدنا موسي اتلسع ؟؟

= اة

وهيقدر يتكلم كويس لما يكبر 

الموقف ده هيأثر على نطق سيدنا موسى فيما بعد فمابقاش لسانه طلق في الكلام لإنه إتذى وإتحرق بالجمرة .. 

وعشان كدا هيفضل يدعي ربنا لما بُعث إنه يجعل لسانه طلق صاحب منطق وفيه فصاحة في التعبير ومقدرة على توصيل الي هو عايزه بأوضح شكل ..

 (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي )

المهم آسيا لما شافت موسى عليه السلام إزاي اختار الجمر على اللؤلؤ قالت لفرعون شوفت إزاي ده مجرد طفل بيلعب ولا يعقل، فمحدش يقرّبله ولا يقتله !!

واتربى موسى عليه السلام ونشأ في بيت فرعون في أمان الله رغم أنف فرعون.،

سيدنا موسي اتربى فأمان في بيت الحاكم وبقمة النعيم والترف الي موجودين في بلده ساعتها ..

بياكل من نفس أكل حاكم مصر وبيشرب من نفس شربه ..

والأهم من ده كله إن التربية دي ساعدت على تكوينه النفسي والعقلي..

إنه إتربي مع فرعون و شايفه طول الوقت ..

 شايف إنه بشر عادي بياكل ويشرب وينام ويتألم لو جاله مرض ويعمل كل حاجة زيه زي أي حد.. 

فسيدنا موسى اتربي وكبر وه متأكد ومُتيّقن إن فرعون مش إله زي ما هو والكهنة بتوعه بيحاولوا يصوّروا للناس..!

ولما بلغ كمال العقل وإكتمال القوة ربنا أتاه بالعلم والفقه والنبوة..

(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)

وفي يوم من الأيام سيدنا موسى دخل المدينة " يقال منف او منفيس"  

وهو ماشي شاف واحد من المصريين بيتخانق مع واحد من بني إسرائيل، فتوقع إن المصري ظالم للرجل بسبب إللي شافه طول السنين إللي فاتت ..

"وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا " "فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّه"

وفي نفس الوقت الرجل من بني إسرائيل استغاث بيه وقال له إلحقني،،

فتأكد ظن موسى عليه السلام وراح عشان ينصر المظلوم فزق المصري بإيده، راح واقع ميت.

"فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ"

سيدنا موسى بيشوف الراجل لقاه مبيتحركش ومات فعلا!!

فطبعا موسى عليه السلام اتصدم.

هو مكنش يقصد أبدا إنه يقتل الرجل ومكنش متخيل قوته كده..!!

 

فورا موسى عليه السلام استغفر ربنا لإن بالفطرة الإنسان بيحس إن القتل ده حاجة كبيرة، حتى لو مفيش دين بيحرم القتل..

أدرك إن الشيطان وسوسله و زوّد غضبه عشان يخليه ينفعل أكتر فـ تكون ضربته شديدة بالمنظر ده..

"قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ * قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "

وقال يارب بما إنك أنعمت عليّ بنعمة القوة كده، فمش هخليها في مساعدة المجرمين ولا هكون زيهم متجبر بقوتي وجبروتي على الضعفاء..

"قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ "

فضل موسى عليه السلام في المدينة وهو خايف وبيراقب هل الناس عرفوا إن هو القاتل ولّا لأ..

"فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ"

تاني يوم وهو ماشي في المدينة شاف نفس الراجل من بني إسرائيل بتاع إمبارح بيتخانق مع واحد مصري تااااني،،

فلما شاف موسى قعد يستغيث بيه ويقوله إلحقني ...إلحقني

" فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ".

فموسى عليه السلام قال له ده انت إللي بتاع مشاكل بقى!!!

"قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ"

فلما موسى عليه السلام قرّب من الاتنين اللي بيتخانقوا عشان يبعدهم عن بعض ويفض الخناقة بسلام.،

قام الراجل اللي من بني إسرائيل تخيل إن موسى غضبان منه هو وهيضربه هو المرة دي عشان بتاع مشاكل وكده، فراح قايل له:

إنت عايز تقتلني ياموسى زي ما قتلت واحد امبارح!

ده انت عايز تبقى جبار بقى.!!!

"فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَامُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ "

فهنا المصري عرف إن القتيل بتاع إمبارح موسى هو إللي قتله،!!

فراح على طول يبلغ الجنود،،

 والجنود بلغوا فرعون،،

فبدأ يتكلم مع الوزراء بتوعه وقعدوا يدبّروا خطة يقتلوا بيها موسى عليه السلام..

فجه واحد من القصر بسرعة وقابل موسى وقال له إن الوزراء والأعيان بيدبروا مؤامرة عشان يقتلوك فخذ نصيحتي واهرب من البلد عشان ماحدش يقدر يوصل لك.

"وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَامُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ"

خرج سيدنا موسى فوراً من مصر , خرج بيتلفت ويترّقب ويتأكد إن مفيش حد وراه .. 

إستعان بالله ولجأله فكان دعاؤه 

" ربِ نجني من القوم الظالمين ".. 

وهما ظالمين فعلاً لإنهم عايزين يطبّقوا عليه جزاء القتل العمد رغم إنه ماعملش حاجة غير إزاحة الراجل فـ قتله خطأ .. والقتل الخطأ عقوبته عمرها ماكانت ‘القتل‘

(فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)

خروج سيدنا موسى كان سريع من غير حتي ما ياخد آكل ولا شرب ولا حتي يجهز نفسه بأي حاجه ..!

يتبع إن شاء الله.....

#هبةُ_الله