الجزء الثاني من قصص رمضان، الحلقة الثامنة عشر (ذي القرنين)

أسألكم الدعاء لي ولوالدي ( أبي وأمي) وأحمد محمد عبدالعزيز فضلاً

الجزء الثاني من قصص رمضان، الحلقة الثامنة عشر (ذي القرنين)

_ مين هو ذو القرنين !؟

_ طيب هو ذو القرنين اسمه الحقيقي إيه؟

_ طب اشمعنى يعني لقبه ذو القرنين بالذات؟

_ طيب بلده إيه؟

_ واتولد سنة كام !؟..

"وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا"...

كل الحاجات دي اختلف فيها العلماء ، ومش هتفيدنا في حاجة... هي من باب : "" علمٌ لا ينفع وجهلٌ لا يَضر""

ودي بقي العبرة من قصة ذو القرنين :

إننا نتعلم مانسألش ولا ندوّر إلا عن الحاجة إللي هتفيدنا في ديننا وحياتنا..

عود نفسك في حياتك قبل ما تسأل عن حاجة في أمور الدنيا أو أمور الدين المسكوت عنها، تسأل نفسك سؤال مهم جدا : 

هستفيد إيه لو عرفت !؟

و ده هيمنع عنك شر كتير جدا ،، وهيمنع عنك تضييع أوقات وطاقات انت محتاج لها أكتر ..!

ولعل أهم فايدة هنستفيدها :

"" إننا نجنب نفسنا إننا نتكلم فيما لا يعنينا ""

ووقتها هنكون وصلنا لمحاسن الإسلام وكمال الإيمان..؛

 لأن من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه 

= طب اية اللي يهمني اعرفه من قصة ذو القرنين !؟

اللي يهمنا نعرفه إن ذا أو ذو أو ذى القرنين :

كان ملك مسلم طائع لله،،

ربنا مَكِّن لذي القرنين في الأرض وعطى له مُلك عظيم ووهبه من كل شيء علم،،

و وهبَه من كل علم : وسيلة وطريقة يقدر يحقق بيها إللي هو عايزه..

"إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ،، فَأَتْبَعَ سَبَبًا""

يعني مثلا كان عنده ناس مترجمين بيتكلموا بلغات متعددة لأهل الأرض،،

 لما يروح أي بلد يدعوا أهله للإسلام ، كان بيدعو الناس عن طريق المترجمين دول،،

فذو القرنين كان هدفه المحدد هو نشر دين الله في الأرض وإقامة العدل بين الناس،،

وبالرغم بقى من إن ربنا عطى له علم عن كل حاجة فهو موقفش لحد كدة !! 

لأ دة ربنا إداله بداية العلم وهو يطور ويتعمق أكثر لحد ما يُتقن العلم ده، وهو ده معنى:

""فَأَتْبَعَ سَبَبًا""..

عارفين زي إيه في حياتنا دلوقتي؟

زي الإلتزام بالدين!!

ربنا ميسر لنا أسباب إننا نتعلم ديننا الصحيح واحنا على سريرنا في أوضة نومنا في التكييف ، واحنا قاعدين واكلين ، شاربين ، نايمين ، رايحين ، جايين ..

سواء بقي عن طريق مقالات أو كتب إسلامية موجودة ع النت أو محاضرات ع اليوتيوب أو...أو...أو ..

وهو ده السبب إللي ربنا عطاهولنا زي ما عطى ل ذا القرنين،،

احنا بقى بنعمل اية !!!؟

= تلاقي مثلا إللي يقولك أصل الكلام كتير وانا مبحبش أقرأ الكلام الكتير،، مع إنه تلاقيه عند الروايات والبوستات اللي ملهاش اي لازمه الطويلة يبقي منشار قراية عادي جدا!!..

= و حد تاني يقول اصل مفيش وقت ،، وهو بيضيع معظم يومه على فيسبوك والواتس اب والانستجرام والشات والخ .. الخ..

وندّي بقى ضهرنا للوسائل إللي ربنا يسرهالنا للخير ونقعد نشتكي ونسأل احنا ليه متأخرين كده ، وليه فاشلين كدة ، وليه حاسين بالإحباط والهزيمة وكده !؟

 هو ده بقي الفرق بينا وبين ذو القرنين ..

هو انتهز الفرص والنعم إللي ربنا عطاها له وإحنا لأ!

فلما ربنا يديلك فرصة وسبب ووسيلة ميُسرة إوعى تفرط فيها...إوعى تتلكع..!! ""نصيحة""

لقيت ربنا فتح عليك سبب وباب إنك تتعلم دينك، أتبِع سَبَبًا...

 ادخل كمان واتعمق فيه لحد ما توصل لفوايده وكنوزه إللي تنفعك في حياتك وآخرتك..  

لقيت سبب وباب إنك توجع أعداء الله.. كمل وأتبِع سببا.. 

وإوعي تكسل أو تأجل، لإنك ماتعرفش إمتى ربنا ممكن يسحب منك الوسيلة دي أو السبب والفرصة دي..!

حتى في العبادة.. 

لقيت نفسك ونشاطك وهمتك زايدة في قراءة القرآن، اقرأ ...ثم اقرأ...ثم اقرأ... 

لقيت نفسك وهمتك في الصلاة، صلي .. وصلي.. وصلي...

 لقيت نفسك في مساعدة الناس ساعد على أد ما تقدر. ..

من الآخر:

 لما ربنا يديك فرصة لزيادة الحسنات، سواء علم أو تطبيق للعلم ده، امسك فيها بإيدك وسنانك

ودي بتكون من علامات حب وقبول ربنا للعبد وسعيه ،، إنه يفتح له أبواب الخير وييسرها له ويزيده منها ويعينه عليها 

فكل ما هتستغل الفرصة ربنا هيبعت لك فرصة تانية وتالتة وعاشرة، وهيفتحلك أبواب الخير ورا بعضها

ذو القرنين بقى ماشي يطوف في الأرض..

أول مكان وصل له ذو القرنين كان عند مغرب الشمس..

مكان كده لقى عنده بحر فشاف هناك الشمس بتغرب ورا البحر وكإنها بتغرق جوة البحر نفسه يعني ،، 

"" زي لما وقت الغروب بنبقى قاعدين على البحر وبنحس كإن الشمس بتغطس جوة البحر ""

وفي المكان ده كان لقى ناس وكانوا كفار وظلمة..

"حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا "

فربنا قال لذي القرنين "" عن طريق ملك من الملائكة مثلا "" 

إن الأمر متروك لك تختار بنفسك تحكم فيهم بإيه ،، سواء هتعفو عنهم بدون عقاب، أو هتعذبهم عقابا على كفرهم وظلمهم، فالقرار يرجعلك انت.!

"قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا"

ربنا عطى القوة والقدرة لذي القرنين وتركه يحكم فيهم بنفسه.. 

زي بالضبط لما ربنا بيدي الأم القدرة والقوة وترك لها مسؤولية الأبناء، وهمّ ضعاف بطبيعة الحال،، 

فلما الأم تتعصب عليهم مثلا في مرة بدون وجه حق .. فتضربهم وتتحكم فيهم بدون داعي وتقول هو كده!!

هتلاقي زوجها برضو إللي ربنا إداله القوة والقدرة هو كمان وترك له مسؤولية زوجته في رقبته،،

 يقوم يتعصب عليها ويقول لها مفيش خروج.. مفيش أكل... مفيش كلام .. 

"" وكله سلف ودين، لإن الديان عز وجل لا يموت، فكما تدين تُدان ""

فدلوقتي ذو القرنين ربنا عطاله القوة والقدرة إنه يعمل في الناس دي إللي هو عايزه،،

فهو وقف وبدأ يفكر، لو أنا في وسطهم كنت أحب يتعمل فيّ أنا إيه؟

 فقرر إنه هيحكم بالعدل..

يعني الظالم يتجازى على ظلمه في الدنيا بقدر المستطاع، ولو مات ربنا هيحاسبه يوم القيامة على الأفعال إللي لسه ما اتعاقبش عليها،،

قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا"

وإللي يتوب ويرجع ويُؤمن بالله هنكرمه ونوسع عليه وهنتكلم قصاد الناس عنه بشكل طيب وهنعامله بكل رفق ولين، ولو مات فله الجنة عند ربنا..

"وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا"

العدل هو أساس استقرار ودوام أي ملك..

 حتى مملكة الأسرة الصغيرة خالص دي،،

لو في عدل في البيت بين الأبناء وبين الزوج والزوجة، هيكون في أمان، والأمان بيجيب استقرار 

فيه ناس كفار علاقتهم الزوجية بتستمر سنين طويلة مع إنهم كفار؟

ومسلمين بيوتهم بتتهد من أول كام شهر، مع إنهم مسلمين؟

لييييية !!؟

لأن السبب الرئيسي هو غياب العدل.!

هتلاقي الزوج بيظلم زوجته..

 وهتلاقي الزوجة يا إما بتستسلم للظلم لإنها مش قادرة تصده فبتيجي على نفسها وبتتحول مع الوقت لشبح إنسان عايش ميت دبلانة ومطفية وكلها حزن،

لا عارفة تربي ولادها، ولا ولادها حاسين بالأمان أو الدفء الأسري،،

أو هتلاقي الزوجة بالعكس،،

 ترد الظلم بظلم أكبر وتتسع دايرة الظلم أكتر وبرضو الاولاد يغيب عنهم الأمان أكتر وأكتر..

لكن لو في عدل هتلاقي الأمان اتوجد... والحب اتولد.. فلو في عدل هيكون في استقرار وإنجازات.

عشان كده ربنا وضع لنا قاعدة أساسية في حياتنا عشان نؤسس للعدل سواء في الدولة أو حتى في البيوت قال لنا:

لو اختلفتم في شيء رجعوه لحكم الله ورسوله والحكم يمشي على الكل

"فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا "

لو طبقنا كلنا القاعدة دي في تعاملاتنا مع أصحابنا ومع أهلنا، حياتنا هتكون مستقرة جدا بإذن الله...

= بعد ما ذو القرنين خلص مهمته في القرية إللي كانت عند مغرب الشمس ، اتحرك عشان يشوف باب تاني من أبواب الخير المفتوحة

 "ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا"...

ذو القرنين موقفش عند رحلة المغرب ولا قال كفاية الإنجاز العظيم إللي أنا عملته ده مش هكمل بقى وخلاص على كده،،

 

لأ!! ،،

 انطلق بالأسباب اللي ربنا وهبها له يكمل إنجازات و يدوّر على موضع تاني أو باب تاني من أبواب الخير.. 

"ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا".. 

اتجه في رحلة ثانية جهة مَطلِع الشمس،

ولما وصل لقى الشمس بتطلع على قوم عايشين في مكان لا فيه شجر ولا جبال ولا حتى بيوت يعيشوا فيها ،،

 ومش كده وبس،،!

  ده حتى ماعندهمش ملابس يلبسوها تحميهم من الشمس،.

"حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا "

فكانوا بيدخلوا في سراديب تحت الأرض أو يدخلوا في المية لحد ما الشمس تغرب وبعدين يمارسوا حياتهم،،

فلما شافهم تعجب من حالهم جدا وإزاي عايشين كده!!..

فعمل معاهم زي ما عمل مع القوم عند مغرب الشمس،

وطبعا هو معاه جيشه ومعاه المترجمين،،

 

فبدأوا يعلموا الناس هناك ثقافة الأغراض الواقية من أشعة الشمس،،

"" زي البيوت وظلال الأشجار والمظلات مثلا والملابس وهكذا""

يعني علمهم إزاي يستتروا من حر الشمس بدل ما بيضطروا ينزلوا في السراديب وفي البحر لحد ما الشمس تغرب،،

كل ده وربنا محيط بعمله وبما وهبه من قوة وسلطان في كل الرحلات دي..

 "كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا "

خلّص مع قوم المشرق وبعدين كمّل..موقفش.. 

راح يدور على باب تاني من أبواب الخير يفَعّل فيه الأسباب اللي ربنا وهبها له

وصل في رحلته لمكان بين جبلين أو سدين معينين ...ثغرة...حتة فاضية بين جبلين...زي المثلث إللي

مالوش قاعدة كدة !

لقى في المكان ده ناس مش فاهمين أي لغة غير اللغة بتاعتهم همّ بس، بسب بُعدهم عن الناس في المكان البعيد ده

"حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا"

وذو القرنين معاه مترجمين، لكن مفيش ولا مترجم واحد فيهم فاهم من الناس دي أي حاجة!!

فيُقال إنهم احتاجوا سبعين مترجم عشان ذو القرنين يفهم هم عايزين إيه..

القوم إللي كانوا عند السد دول بقي كانت لغتهم غريبة محدش يعرفها،،

فكل واحد من المترجمين قعد يجمّع كلمة من هنا على كلمة من هنا على شوية إشارات لحد ما وصل المعنى لذي القرنين ..

الناس دي بقي كانوا عايزين يقولوا حاجه مهمة جدااا ل ذي القرنين ،، يا تري إيه الحاجه دي ،، واية إللي خلاهم يصمموا إنهم يوصلوا له كلامهم !!؟

يتبع إن شاء الله......

#قصه_ذي_القرنين 

#هبةُ_الله