الجزء الثاني من قصص رمضان ، الحلقة الثانية والعشرون ( سيدنا موسى 2)

أسألكم الدعاء لي ولوالدي (أبي وأمي) وأحمد محمد عبدالعزيز فضلاً

الجزء الثاني من قصص رمضان ، الحلقة الثانية والعشرون ( سيدنا موسى 2)

هى أخت سيدنا موسي حصل معاها ايه لما وصلت للقصر

= سمعت إن الخادمات لقوا طفل رضيع في النيل والطفل عمّال يعيط جعان وكل ما واحدة تيجي ترضّعه يرفض إنه يرضع منها ومقطع الدنيا عياط وصويت من شدة الجوع ..

" وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ" 

اة يبقي دي المشكلة اللي واجهت آسيا ؟؟

= مظبوط .. الطفل بيرفض أي مُرضعة ،، آسيا احتارت !!

 وإتقطع قلبها على الطفل الي إعتبرته زي ابنها.. وماكنتش عارفة تعمل أية !!

وقتها بقي أخت موسي عرفت إن ده أخوها...فدخلت علي الخادمات وقالت لهم: تحبوا أدلكم على ناس ياخدوا بالهم منه ويرضّعوه وهمّ مش هيقصروا في رعايته؟

فقالوا لها وانتِ عرفتي منين إنهم هيهتموا بيه للدرجة دي؟

فقالت لهم عشان الناس دي عايزين يكونوا أصهار الملك وكمان عشان ينتفعوا بالأُجرة..

الخادمات راحوا قالوا ل آسيا علي اقتراح أخت موسي .. 

آسيا فرحت بالإقتراح وطلبت منهم يجرّبوا المُرضعة الي بتتكلم عنها دي ..

راحت البنت وجابت الست إللي قالت لهم عليها،،

اللي هي طبعا أمها وأم موسى عليه السلام..

ولما رضّعته امه فأكل وشبع،، 

وكل إللي في القصر فرحوا إن الطفل بدأ ياكل ويهدأ..

آسيا إرتاح قلبها أوي  

وطلبت من ام موسي إنها تفضل معاها في القصر عشان تراعي موسى عليه السلام .. لحد ماتخلص فترة الرضاعة..

بس ام موسي رفضت وقالت لها إن عندها زوج وأبناء، ومينفعش تسيبهم !.

وليه مينفعش تسيبهم!!؟ 

= لأن زمااااان كان العُرف عند العرب إن الست الحُرة مش مُجبرة تسيب بيتها وتقعد عند أهل الطفل الي بترضعه .. ف الطفل هو اللي يروح معاها بيتها لحد ما تم فترة رضاعته .. زي ما حصل كدة مع سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ومرضعته حليمة "

بس ام موسي قالت ل آسيا إن هي ممكن تاخده عندها في بيتها وترضّعه وتراعيه..

آسيا حاولت تقنعها لكن مفيش فايدة..

فوافقت آسية إن موسى عليه السلام يرجع مع الست دي إللي هي أمه ، وماحدش يعرف إنها أمه،،

 وأمرت لها مرتب شهري 

" فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" 

أخدت أم موسى ابنها ورجعت للبيت وفِضِل موسى معاها خلال فترة الرضاعة.. كانت ساعات تجيبه لآسية عشان تشوفه..

وبعد ما عدت السنتين وخلاص الرضاعة وقفت،، 

طلبت آسيا إن موسى عليه السلام يرجع للقصر عشان يعيش فيه كابن لها هي وفرعون؛

كانت آسيا بترعاه وتلعب معاه وتحنّ عليه وتعامله زي ابنها وتخاف عليه .. أما فرعون فماكنش بيتعامل معاه ومابيشيلوش غير نادراً .. لكنه كان راضي وهو شايف زوجته سعيدة للدرجه دي بسبب الطفل ده!!

وفي يوم من الأيام آسيا وهي بتلاعب موسى وهو صغير فإدته لفرعون وحطته في حِجره.

فموسى شد فرعون من لحيته  بقوة لدرجة ان في كام شعرة منهم اتقطعوا في إيده !! ..

فرعون غضب أوي وإتأكد انه فعلا مش طفل عادي وقال ده عدوي وهو المقصود بالنبوءة !.. 

فأمر الحراس يجو عشان يقتلوه 

آسيا حاولت تدافع عنه وتفهّم فرعون انه مجرد طفل ومش فاهم ومش قاصد ..! بس فرعون طبعا ماقتنعش ..!!

آسيا مايأستش وإقترحت إقتراح عشان تنقذه .. قالتله الاطفال مش بيميّزوا بين الجواهر والجمر اللي من نار

فهاتوا قدام موسى جواهر وجمر ونختبره ..!

 

وايه فايدة الاختبار ده !!؟

لو أخد الجوهرة يبقى هو فعلا مش طفل عادي لانه فهم إن المجوهرات غالية وثمينة وقيّمة فإختارها .. أما لو كان طفل طبيعي مش بيميّز هيختار الجمر لانه مُضيئ وشكله مُلفت للاطفال أكتر من الجواهر الي بيعتبروها حجارة مش جذابة بالنسبالهم..

وسيدنا موسي هيختار أية !؟

سيدنا موسى كان هيختار الجواهر ..

لكن ربنا بعت سيدنا جبريل فوّجه إيده للجمرة وأخدها .. 

وبما إن من عادة الاطفال إنهم أي حاجة جديدة عليهم بيمسكوها ويحطوها داخل فمهم عشان يستكشفوها .. فبرضو سيدنا موسى أول ما مسك الجمرة حطها ف فمه على طول ..

الجمرة حرقت لسانه وآذت إيده فرماها وقعد يعيّط..

وقتها بقي اتأكد فرعون إن موسى طفل عادي وتصرفاته نابعة من براءة ومش مقصودة ..!

ولسان سيدنا موسي اتلسع ؟؟

= اة

وهيقدر يتكلم كويس لما يكبر 

الموقف ده هيأثر على نطق سيدنا موسى فيما بعد فمابقاش لسانه طلق في الكلام لإنه إتذى وإتحرق بالجمرة .. 

وعشان كدا هيفضل يدعي ربنا لما بُعث إنه يجعل لسانه طلق صاحب منطق وفيه فصاحة في التعبير ومقدرة على توصيل الي هو عايزه بأوضح شكل ..

 "وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي" 

المهم آسيا لما شافت موسى عليه السلام إزاي اختار الجمر على اللؤلؤ قالت لفرعون شوفت إزاي ده مجرد طفل بيلعب ولا يعقل، فمحدش يقرّبله ولا يقتله !!

واتربى موسى عليه السلام ونشأ في بيت فرعون في أمان الله رغم أنف فرعون.،

سيدنا موسي اتربى فأمان في بيت الحاكم وبقمة النعيم والترف الي موجودين في بلده ساعتها ..

بياكل من نفس أكل حاكم مصر وبيشرب من نفس شربه ..

والأهم من ده كله إن التربية دي ساعدت على تكوينه النفسي والعقلي..

إنه إتربي مع فرعون و شايفه طول الوقت ..

 شايف إنه بشر عادي بياكل ويشرب وينام ويتألم لو جاله مرض ويعمل كل حاجة زيه زي أي حد.. 

فسيدنا موسى اتربي وكبر وه متأكد ومُتيّقن إن فرعون مش إله زي ما هو والكهنة بتوعه بيحاولوا يصوّروا للناس..!

ولما بلغ كمال العقل وإكتمال القوة ربنا أتاه بالعلم والفقه والنبوة..

"وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ" 

وفي يوم من الأيام سيدنا موسى دخل المدينة

" يقال منف او منفيس"  

وهو ماشي شاف واحد من المصريين بيتخانق مع واحد من بني إسرائيل، فتوقع إن المصري ظالم للرجل بسبب إللي شافه طول السنين إللي فاتت ..

"وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا "

"فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّه"

وفي نفس الوقت الرجل من بني إسرائيل استغاث بيه وقال له إلحقني،، فتأكد ظن موسى عليه السلام وراح عشان ينصر المظلوم فزق المصري بإيده، راح واقع ميت.

"فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ"

سيدنا موسى بيشوف الراجل لقاه مبيتحركش ومات فعلا!!

فطبعا موسى عليه السلام اتصدم.

هو مكنش يقصد أبدا إنه يقتل الرجل ومكنش متخيل قوته كده..!!

 

فورا موسى عليه السلام استغفر ربنا لإن بالفطرة الإنسان بيحس إن القتل ده حاجة كبيرة، حتى لو مفيش دين بيحرم القتل.. أدرك إن الشيطان وسوسله و زوّد غضبه عشان يخليه ينفعل أكتر فـ تكون ضربته شديدة بالمنظر ده..

"قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ * قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "

وقال يارب بما إنك أنعمت عليّ بنعمة القوة كده، فمش هخليها في مساعدة المجرمين ولا هكون زيهم متجبر بقوتي وجبروتي على الضعفاء..

"قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ "

فضل موسى عليه السلام في المدينة وهو خايف وبيراقب هل الناس عرفوا إن هو القاتل ولّا لأ..

"فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ"

تاني يوم وهو ماشي في المدينة شاف نفس الراجل من بني إسرائيل بتاع إمبارح بيتخانق مع واحد مصري تااااني،،

فلما شاف موسى قعد يستغيث بيه ويقوله إلحقني ...إلحقني

" فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ".

فموسى عليه السلام قال له ده انت إللي بتاع مشاكل بقى!!!

"قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ"

فلما موسى عليه السلام قرّب من الاتنين اللي بيتخانقوا عشان يبعدهم عن بعض ويفض الخناقة بسلام.،

قام الراجل اللي من بني إسرائيل تخيل إن موسى غضبان منه هو وهيضربه هو المرة دي عشان بتاع مشاكل وكده، فراح قايل له:

إنت عايز تقتلني ياموسى زي ما قتلت واحد امبارح!

ده انت عايز تبقى جبار بقى.!!!

"فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَامُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ "

فهنا المصري عرف إن القتيل بتاع إمبارح موسى هو إللي قتله،!! فراح على طول يبلغ الجنود،،

 والجنود بلغوا فرعون،،

فبدأ يتكلم مع الوزراء بتوعه وقعدوا يدبّروا خطة يقتلوا بيها موسى عليه السلام..

فجه واحد من القصر بسرعة وقابل موسى وقال له إن الوزراء والأعيان بيدبروا مؤامرة عشان يقتلوك فخذ نصيحتي واهرب من البلد عشان ماحدش يقدر يوصل لك.

"وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَامُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ"

خرج سيدنا موسى فوراً من مصر , خرج بيتلفت ويترّقب ويتأكد إن مفيش حد وراه ..

إستعان بالله ولجأله فكان دعاؤه 

" ربِ نجني من القوم الظالمين ".. 

وهما ظالمين فعلاً لإنهم عايزين يطبّقوا عليه جزاء القتل العمد رغم إنه ماعملش حاجة غير إزاحة الراجل فـ قتله خطأ .. والقتل الخطأ عقوبته عمرها ماكانت القتل 

خروج سيدنا موسى كان سريع من غير حتي ما ياخد آكل ولا شرب ولا حتي يجهز نفسه بأي حاجة ..!

#سيدنا_موسى ٢

#قصص_الأنبياء_بالعامية 

هبة الله