نبي الله أيوب عليه السلام
أسألكم الدعاء لي ولوالدي (أبي وأمي) فضلاً
أنا بصراحة تعبانة جدا ،، وفي كرب شديد أوي
ابتلاءات ورا بعض ومابتخلصش !!
استغفر الله العظيم يعني ،، بس ساعات بقول ليه يارب ..
اشمعني أنا
هل زى ما بيقولوا فعلاً إن المؤمن دائماً ربنا بيبتليه !!
حاسة بجد إن طاقتي خلصت ومش قادرة استحمل !
اعمل إيه !!؟
_اتعلمي ..
اتعلمي من الأنبياء كانوا بيعملوا ايه في أشد الابتلاءات واعملي زيهم..!
ربنا ذكرلنا حياة الانبياء عشان نتعلم منهم ويكونوا قدوة لينا ..
= وهو كان فيه نبي عنده ابتلاءات جامدة كده ..!؟
كل الانبياء مروا بأشد الابتلاءات اللي محدش فينا فكر مع نفسه أنه يقدر يستحملها ولا لأ ..!
_طيب احكيلي موقف لعل يكون الإشارة اللي ربنا باعتهالي عشان أتعلم منها !؟
= لأ أنا مش هحكيلك موقف ،، انا هحكيلك قصة حياة نبي..
كان فيه نبي غني جداااا ..
يُقال أنه أغنى أغنياء زمانه.. عنده أموال وأراضي وذرية كتير جدا،،،
وكان عنده عدد كبير جداً من الجمال والغنم والخيول ..!!
وعنده سبع أولاد وثلاث بنات ..
ويُقال برضو إنهم أربعة عشر ولد وبنت.. " والله اعلم "
وكان عايش في أرض " حُورَان " في الشام ..
وكان محبوب جدا جدا بين الناس ..
وكريم جداً.
يُقال انه كان لو عدّى على اتنين بيتخانقوا وحلفوا على بعض بالله كان بيُصلح بينهم،،
وبعد ما يصالحهم كان بيتصدق عن حلفانهم ده من ماله الخاص تنزيهًا لاسم ربنا إن حد يحلف بيه كذب أو يحلف وميوفيش بحلفانه،،
وكان يساعد الفقراء بكل كرم وسخاء..
وكان كل ما يزيد غني والخير يزيد ،كل ما كان يحمد ربنا أكتر على فضله ونعمه ، ويقرب أكتر من ربنا .
متخيلة بقي رغم كلللللللل الطاعات اللي كان بيعملها دي و ينزل عليه ابتلاء ..!؟
سبحان الله ..
هو مين النبي ده !؟
= أيوب ،،، " سيدنا أيوب "
ياااااااه ،،، يا صبر ايوووووووب ..
انتي عرفتي اصلا هو صبر أد إيه !؟
= لأ ،، بس الناس كلها بتقول كده ..
أقولك...
في يوم من الايام سيدنا أيوب صحي من النوم لقى كل أراضيه اتحرقت !!
كل الإبل ماتت !!
كل الغنم ماتت !!!
كل فلوسه اتحرقت !!!
طيب الابتلاء كان كده بس ؟؟
لأ ،، ربنا جعل أولاده يموتوا قدام عينه ،،
يبقي بيغسل ابنه ويكفنه ويدفنه في القبر ويسيبه ويمشي والناس تعزيه ولسه نار قلبه مبردتش ويلاقي التاني مات
واحد ورا التاني ..
واتكرر نفس الموضوع أربعة عشر مرة ..
الابتلاء كان كده بس ؟؟!!
لأ ،،
ربنا أصابه كمان بمرض جلدي ،،
بقي جلده كله يتجرح و يتقرح و يتقيح ..
فالقرح ملت جسمه ..
كان بيتألم ليل نهار ،، لدرجة انه مبقاش قادر على الحركة لوحده بدون مساعدة..
الابتلاء كان كده بس ؟!!!
لأ ،، الألم مكنش ألم جسدي بس
كان ألم نفسي كمان..!!!
وكمان مبقاش في مكان في جسمه إلا فيه مرض، ماعدا لسانه وقلبه..
وفضل في المرض ده مش يوم ولا اتنين ولا شهر ولا شهرين..
لأ ،، ده قعد مريض مش بيتحرك ثمانية عشر سنة!!
كل الناس قريب وغريب بعدوا عنه ، ومبقاش حد يرضى حتى يقعد معاه !!
وبدأوا يتكلموا عليه،،
وطبعا إنتم عارفين كلام الناس
ومع الوقت مابقاش حد يتكلم معاه غير مراته واتنين من أصحابه ..
( إنَّ نبيَّ اللهِ أيُّوبَ لبث به بلاؤُه ثمانيَ عشرةَ سنةً ، فرفضه القريبُ والبعيدُ ، إلَّا رَجلَيْن من إخوانِه...)
زوجة سيدنا أيوب وقفت جانبه ..ماسبتهوش!
بقت تشتغل في خدمة البيوت عشان يلاقوا حاجة ياكلوها !
فضلت وفية و صابرة و محتسبة الأجر والثواب عند ربنا..
لحد ما في يوم من الأيام اجتمع الناس ورفضوا يشغلوها عندهم !
قالوا لزوجته :
اللي أيوب فيه ده غضب من ربنا !!
واحنا مش هنتعامل مع زوجة واحد ربنا غضبان عليه !
وبعدين هو لو نبي بصحيح ، ومخلص لربنا هيدعي ربنا يكشف عنه البلاء ويستجيب !
وعلي فكرة ، لو سيبتي أيوب وهجرتيه ، ساعتها بس ممكن نساعدك..
مشيت زوجة أيوب ، ولما رجعت البيت فقالت لسيدنا أيوب :
يا أيوب انت نبي فادعو الله إنه يرفع عنك البلاء.
فقالها: احنا عشنا كام سنة في العافية والنعم ؟
فقالت له : سبعين سنة!
فقالها : أنا اتكسف إني أدعي ربنا وأنا معدّاش عليّ في العافية زي ما عَدّى عليّ في البلاء سبعين سنة ..
ليه!؟
لانه كان صابر ،، محتسب ،، بيذكر ربنا على طول ،، مااشتكاش أبدا ومدعاش أبداً برفع البلاء عن نفسه.،
وفي يوم من الأيام زوجته خرجت عشان تدوّر على حد تشتغل عنده بعد ما كل الناس بطلوا يشغّلوها، ملقتش.
فباعت ضفيرتها،،
واخدت تَمَنها واشترت بيه أكل ورجعت البيت..
فلما شاف سيدنا أيوب الأكل قال لها: جبتيه منين؟
قالت له كُل بس الأول وبعدين نتكلم ، فقال إنه مش هياكل غير لما يعرف،،
فكشفت عن شعرها ، فلقاها باعت شعرها!
فهنا أقسم إنه يضربها مائة جلدة بالسوط لو ربنا شفاه وبقى عنده قوة من تاني!!
" ده أرجح الأقوال الي اتفق عليها العلماء ،، عشان في روايات كتير عن السبب إللي خلى أيوب عليه السلام يحلف إنه يضرب زوجته.. "
سيدنا أيوب لما شاف وضع زوجته إللي بقت فيه واضطرارها لبيع شعرها عشان تأكله وتأكل نفسها دعا ربنا :
مقالش يارب أنا متبهدل ومافيش حتة في جسمي سليمة من المرض!
كان مكسوف جدا من حجم النعم إللي عاش فيها عمر طويل مكسوف يطلب من ربنا يشيل عنه البلاء
فبكل أدب فوّض الأمر لربنا وقاله يارب انت عالم بالحال..
يارب أنا مسّني المرض وأنت أرحم الراحمين
"وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"
فربنا استجاب ومأخرش عليه الإجابة ..
"فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ "
= طب وليه استجاب ربنا بسرعة ؟؟
لأنه كان صابر و أوّاب..
كان بيصلي وبيسبّح وبيذكر ربنا كتير..
"إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ "..
وفي يوم من الايام ..
سيدنا أيوب كان عايز يروح الحمام ،، فزوجته اتأخرت عليه ،، فربنا أوحى له إنه يضرب الأرض برجليه،،
فطِلِع نبع مية،، فربنا قاله يشرب ويغتسل من النبع ده، وعمل كده فعلا وخف من المرض كله..
"ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ"..
وربنا كافأ الزوجة الصابرة الأصيلة دي بإنه رجعلها هي كمان شبابها،،
ورزق سيدنا أيوب بثمانية وعشرين ولد ،، ضِعف عدد اللي ماتوا..
"وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا"
الله بجد
طيب هو كدة هو خف خلاص ،، وكان حالف لما يخف هيضرب زوجته ،، إيه اللي حصل بقي !؟
سيدنا أيوب كان حالف يضربها مائة ضربة ، لكن زوجته عانت معاه ،وتعبت عشانه ،ومتخلتش عنه في محنته ، فمينفعش يبقى جزاء الصبر والوفاء انه يضربها ..
لكن عشان الحلفان بقي فربنا أوحى له انه يجيب مائة عود صغير من أعواد القش ، ويربطهم ببعض ، ويضربها بيهم ضربة واحدة صغيرة ..
فتبقى الضربة الرقيقة بمائة عود كأنها مائة ضربة.
( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ )
ربنا سبحانه شاهد على صبر زوجة أيوب ، فنزل الأمر عشانها من السماء..
عشان جزاء الإحسان مينفعش يكون إلا الإحسان
#هبةُ_الله