نبي الله موسى (الجزء الثاني)

أسألكم الدعاء لي ولوالدي (أبي وأمي) فضلاً

نبي الله موسى (الجزء الثاني)

سيدنا موسي فضل ماشي ماشي ماشي 8 ايااااام ماشي ..

= ماشي رايح فين 

هو اصلا ميعرفش رايح فين !!

=وأية اللي حصله في المدة دي 

كان في سفره كل الأيام دي من غير أي أكل 

 إلا ورق الشجر ..

رجله اتقرّحت .. 

كان جعان جدااا لدرجة إن العلماء قالوا إن بطنه إلتصقت فظهره وأمعاءه بقت بارزة!!

وفضل على الحال ده لحد ماوصل مَدْيَن .. 

مش مدين دى هي المدينة الي بُعث فيها سيدنا شعيب من سنين

" ،، أكثر العلماء قالت لأ مش هي".،، وفيه اقاويل قالوا لأ هي !! "

أول ما وصل مدين قعد تحت ظل شجرة يرتاح من تعب السفر والجوع والعطش ،،

 وقعد يفكر في اللي حصل وفي اللي هيحصل..

في الوقت ده لفت انتباهه حاجة بتحصل.

لقى مجموعة من الرجال ومعاهم أغنام موقفينهم عند مكان الماية عشان بيشربوهم منها ،،

ولقى بنتين بعيد عنهم شوية ومعاهم أغنامهم، 

وكل ما الأغنام تحاول تقرّب جنب باقي الأغنام عشان يشربوا تقوم البنتين يبعدوا الأغنام بتاعتهم عن الماية،! 

فهو استغرب الموقف...! 

الله !! هو إنتم مش جايين عشان تسقوا الأغنام بتبعدوهم ليه!!

" وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ "

رغم تعبه وجوعه وشدة إرهاقه إلا إنه ماقدرش مايتدّخلش وهو شايف اتنين بنات لوحدهم شكلهم محتاجين مساعدة ..

 مروءته خلته يروح عندهم عشان يعرف لو ممكن يساعد في حاجة ..

كمان إزاي مفيش حتى راجل واحد فيهم حاول إنه يساعد البنتين دول ويسقي لهم أغنامهم بدل البهدلة إللي همّ فيها دي.!!

فلما شاف المنظر ماقدرش يسكت

راح سألهم: إيه حكايتكم؟ 

"قَالَ مَا خَطْبُكُمَا"

البنات ردوا علي سيدنا موسي وقالوله: 

احنا مش هنسقي الأغنام بتاعتنا لحد ما الرجال يخلصوا سقاية أغنامهم ويمشوا.. 

وأبونا شيخ كبير مش هيقدر يخرج كل يوم يرعى الغنم ..

(قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ )

طبعا موسى عليه السلام بطبيعته في حب مساعدة الناس ، إستأذنهم إنه يسقيلهم

أخد الأغنام وراح سقاهم للبنتين ،، ومن غير أي منّ أو إنتظار للشكر سابهم ورجع لظل الشجرة..!

فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ

بعد ما موسى عليه السلام راح قعد في الظل قال لربنا..

 يارب نعمك عليّا مغرقاني بس أنا فقير منها دلوقتي..

فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِير"

وهو بيدعي بقى، كان ربنا بيهيأ له جزاء المعروف إللي عمله وهو ميعرفش ومكنش مستنيه أصلا.

وهو قاعد على الحالة دي،

لقى بنت من البنتن إللي سقى أغنامهم جاية تمشي وهي مكسوفة وبتقوله إن أبوها بيدعوه لبيته عشان يكافئه على مساعدته ليهم.

"فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا"

فمشيت قصاده عشان توريله الطريق،،

 فخلاها تمشي وراه عشان مايشوفش أي حاجة من جسمها لو الهواء حرك هدومها،

ولما وصلوا للبيت وقابل أبوها،، رحب بيه جداً وقدّمله أكل فوراً كأنه كان محضّره قبل مايجي..

 لكن نفس سيدنا موسى كانت أبيّة " عزيزة " .. رفض بأدب ووضّح السبب .. فقال

 " إنّا من أهل بيت لا نطلب على عمل من أعمال الآخرة عوضاً من الدنيا"

رغم جوعه وتعبه وإحتياجه إلا إنه كان مُصمم يحتفظ بثواب عمله للآخرة وماياخدش أي جزاء عليه في الدنيا

بعد ما قعدوا مع بعض شوية الشيخ سأله إنت جاي منين وكنت رايح فين ؟

سيدنا موسى حكاله عن اللي حصل كله..

 فالشيخ طمّنه وقاله ماتخافش ربنا نجّاك من القوم الظالمين وإطمّن البلد الي احنا فيها دي مش تابعة لحكم مصر فمش هيعرفوا يوصلولك هنا..

" فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"

هو الشيخ ده بقي هو سيدنا شعيب 

اغلب الأقاويل لأ،، ومفيش سند صحيح أو ثابت يقول إن هو سيدنا شعيب ..

لية بقي ؟؟

لأن مثلا الفرق بين زمن سيدنا شعيب وزمن سيدنا موسى مئات السنين - يُقال 3 أجيال ،،

يعني صعب يكون سيدنا شعيب عاش كل السنين دي , ولو كان ربنا طول ف عمره وعاش للوقت ده فمن الصعب يكون بناته عاشوا كل السنين دي !!!

ولو كان ربنا طول في أعمارهم هما كمان وعاشوا ..

 فهيكونوا كبار في السن جداً .. في حين إنهم في القصة لسه شابات مُقبلات على الزواج...

سيدنا موسى بقي كان لسه بيقرّب من الباب عشان يمشي!!

فواحدة من البنات قالت لأبوها خليه يشتغل عندنا فهو قوي واحنا شفنا قوته لما دخل وسط الرجال وسقى الأغنام،

وأمين لأنه مطلبش مننا أجرة على السقاية  وكمان ومارضيش يمشي وراء البنت وخلاها هي إللي تمشي وراه.

"قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ"

فرجع الشيخ لسيدنا موسى وقاله :؛

انا عايز أجوّزك واحدة من بناتي , بس بشرط .. 

تشتغل في رعاية الأغنام عندي 8 سنين ..

 فلو تميت الـ10 يبقى إحسان وتفضّل منك .. مش عايز أتعبك بإشتراط الـ8 سنين إنهم يبقوا 10 .. 

ليك حرية الإختيار .. وماتقلقش انا مش هحمّلك مشقة ولا ائذيك في أي حاجة أثناء استئجاري ليك .. بالعكس هتلاقيني إن شاء الله من الصالحين في حُسن معاملتك ولين الجانب معاك

( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ )

وافق سيدنا موسى و قاله الإتفاق ده عهد بيني وبينك يستوجب وفاء كل واحد مننا بنصيبه من الاتفاق وإلتزامه بيه .. 

وكرر سيدنا موسى كلام الشيخ من باب الإقرار والتوثيق بينهم يعني فقاله :

سواء قضيت الـ8 سنوات أو كملتهم 10 في الحالتين هيكون ده نصيبي من الاتفاق وهكون أديت واجبي وأتممت الي عليا و بقيت بريء من العهد..

 ومفيش حرج عليا بعدها فـ أقدر أكون حر في البقاء أو السفر بدون أي عدوان عليّا بأن يتم مُطالبتي بأكثر من كدة ..

وربنا شاهد ووكيل ورقيب على إتفاقنا ..

(قَالَ ذَٰلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ۖ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ)

أتجوز سيدنا موسي بنت الشيخ الصالح ده .

وتم السنين الي كانت بمثابة تدريب ليه على النبوة ..

والبنت دي كانت اسمها إيه 

اسمها صفورة..

وبعد ما خلّص السنين اللي اتفق عليها مع الشيخ قرر إنه يرجع مصر!!

وطبعا ده كان قرار غريب لإنه لسه مطلوب بسبب قتله للمصري.

فممكن يكون إنه كان عايز يشوف أمه وأهله، أو ممكن إنه كان عايز يشوف حل للظلم الواقع على بني إسرائيل، 

هو قرر يرجع ليه بقي الله أعلم..

طيب هو سيدنا موسي لما خرج من مدين خرج مع مين 

= خرج مع أهله ..

أيوة يعني أهله دول اللي هما مين 

أهله دول اللي هما زوجته صفورة وبس ..

وفيه علماء قالوا أنه كان عنده ولدين كمان ..

وحصل معاه ايه في الطريق !؟

وهم ماشيين كان الليل جه ، و الجو كان شتا ،و إختفى القمر وغطاه السحاب ..

و الدنيا مطرّت ، وإشتد البرق والرعد

الجو كان مظلم أوي وسيدنا موسى ماكنش عارف يشوف الطريق أوي ف تاهه !!

 ومكنش في نجوم في السماء في الليلة دي عشان تنورلهم حتي! 

سيدنا موسي وقف !، ومكنش عارف يعمل إيه ..

 فحاول يضرب الحجارة فبعض عشان تشتعل نار وتنوّرلهم وتدفيهم..

 لكن على غير العادة مكنش في أي شرارة راضية تشتعل رغم الاحتكاك!

فضل محتار ! وماكنش برضو عارف يعمل إيه !!

فقعد يفكر وهو بيبص بعينه يمين وشمال في المكان  

وفجأة !! شاف نار من بعيييد

فرح وإستبشر وحس إنها نجاة 

"فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا "

النار في الصحراء يبقى دول مجموعة من الناس البدو قاعدين ومستقرين في المكان شوية،،

 فقال لأهله استنوني هنا هروح أسأل على الطريق وأجيب شعلة من النار..

سيدنا موسي كان بيحاول يطمن زوجته ويبررلها أنه سابها ليه في الصحرا دي وفي عز الليل والبرد ده ..

 كان بيحاول يقنعها ويثبت قلبها إنه هيرجعلها بالخير ..

لكن في العموم حتى لو ماقدرش يعرف الطريق فهو هيجيبلها جزء من النار يتدّفوا بيه 

 

"قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ "

فراح موسى عليه السلام ناحية جبل وملقاش حد!!

جبل إيه

= جبل الطور

فضل مكمل مشي لحد ما وصل لوادي اسمه وادي "طوى" 

(إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى) .

سيدنا موسي لاحظ حاجة غريبة في الوادي ..!

 ماكنش في برد ,

 مفيش رياح , 

صمت رهيب .. 

سكون غريب ..

قرّب من النار فشاف شجرة في منتهى الخضار والجمال ..

 مُحيط بيها من فوق لتحت نار بيضا مُضيئة لأقصى حد..

  سيدنا موسى استعجب أوي من المنظر الي مايتوصفش دة !

وكل ما النار تشتعل اكتر ،، الشجرة تخضر اكتر 

كل ما يزيد إشتعال النار يزيد إخضرار الشجرة .. 

قرّب أكتر منها لكن قبل مايوصلّها كان سمع نداء .. نداء عظيم جاي من اليمين .. من جانب الوادي كان الله هو المُنادي ..

"فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ 

كان أول كلام ربنا هو تحية مُباركة ألقاها سبحانه وتعالى على نبيّه موسي عليه السلام ..

 (فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا ) .. 

سيدنا موسى إندهش ,،

إتخض ،،

وقلبه إتخطف .. 

وقبل ما يسأل نفسه مين الي بيكلمه كان ربنا رد على سؤاله ..

 (أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )

هو ربنا بيتكلم !!

أيوة طبعا بيتكلم ودي العقيدة ..

لكن كلامه مش زي كلام البشر ..ولا صوته زي صوت البشر...ليس كمثله شيء سبحانه.

 سيدنا موسى كان مذهول .. معقول ربنا يكلمني بنفسه !!!

 فربنا نادي مرة تانية بيأكد ..

(يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ..

برضو مش متخيل ،، ربنا بيكلمني !!

فربنا زاد التأكيد للمرة التالتة..

(إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طوي)

 سيدنا موسى وطي وجسمه كله بيترعش .. وخلع حذاءه زي ما ربنا أمره ..

ربنا كمّل كلامه وقال لسيدنا موسي أنه اصطفاه وإختاره ..

(وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ) ..

ربنا أمر سيدنا موسي بحاجتين ..

الأول أنه يعبد ربنا بنفسه قبل ما يسلك طريق الدعوة عشان يبقى أهل ليها ..

إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي

تاني حاجه أمره بالصلاة ..

يعني أقم الصلاة لتذكرني فيها ..

 لإن الصلاة بتذكّر العبد بربه وبتخليه يستشعر وجوده 

 (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) 

 سيدنا موسى كان جسمه بيتنفض اكتر !! 

حاسس بخشوع أوي و رهبة من الموقف .. 

 ربنا عارف أوي سيدنا موسى كان عامل إزاي في اللحظة دي فأراد إنه يُؤنسه،،بعتله علامات عشان تثبته وتزرع اليقين في قلبه.. 

 فسأله عن إللي في إيده وهو عارف سبحانه إيه اللي في إيده.

 (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ) 

 سيدنا موسى بقي مندهش اكتر .!!. 

ربنا بنفسه اللي بيكلمه !!

 هو أكيد ربنا عارف الإجابة ،، يبقى ليه السؤال ده إلا إذا كان وراه حكمة عُليا ..

فرد سيدنا موسى وقال :

  دي عصايتي بسند عليها وأهش بيها على الشجرة عشان الغنم بتاعي ياكلوا من الورق المتساقط،،

 وبستخدمها استخدامات تانية كتير وأغراض مختلفة،

يعني هي حتة مني ماقدرش استغنى عنها،

قَالَ هِيَ عَصَايَ ،، أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا ،، وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي ،، 

وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى..

 فربنا قال له: ارميها يا موسى.

 إرمي العصاية بتاعتك إللي معاك على طول وإللي تُعتبر جزء من حياتك وماتقدرش تستغنى هنا دي.

قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى

وسيدنا موسى عمل إيه؟

مجرد ما ربنا قاله ارميها ...رماها على طول.

فلما رماها اتحولت لثعبان بيتحرك..

و مش أي ثعبان ده حنش! .. 

يعني نوع سام جدا لو عض حد يموت في وقتها ! .. 

(فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى )

سيدنا موسى ماقدرش يقاوم المنظر .. حس إن جسمه كله بينتفض من الخوف

لف وإبتدا يجري من غير تفكير في الرجوع ..

 (فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ)

فربنا عز وجل ناداه :

يَامُوسَى

فثبت مكانه .. هدّى نفسه وابتدى يتمالك أعصابه

وطمّنه: 

فربنا طمنه وقاله تعالى متخفش، خدها من الأرض تاني، وهرجعهالك عصاية زي ما كانت 

" أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ"

وفعلا موسى عليه السلام أخدها ورجعت عصا زي ما كانت 

"قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ "

وبعدين 

وبعدين ربنا أمر سيدنا موسى بحاجه ثالثه ..

أمره بإيه 

 إنه يَدخّل إيده في جيبه ويطلعها ..هيلاقيها خرجت خالية من الشوائب مُختلفة عن لون جسمك فهي بيضة بياض ناصع مُعتدل مافهوش أذى أو سوء ..

اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ

فطلعها لقاها بيضاء، 

وهو أصلا بشرته كان سمراء، فلقاها بيضاء وبتطلع نور كده زي البرق.

وضم ذراعك إلى جنبك هتهدى ويروح عنك الخوف..

 وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ"

ف سيدنا موسى هدي واطمن و يقينه اكتمل .. فبقى جاهز بالتكليف اللي ربنا هيكلفهوله ..

فربنا قاله خذ المعجزتين دول وروح لفرعون وادعوه لعبادتي..

فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ"

وأنه يجدد عقيدة بني إسرائيل وتخليصها من الشوائب و الانحرافات الي حصلت في نفوسهم بعد ما اتاثروا بعبادة الأصنام ونسيانهم لعقيدة جدودهم إبراهيم وإسحاق ويعقوب..

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُور

 وإنه يبعت معاك بني إسرائيل ويُطلق سراحهم من العبودية ويبطل يعذبهم..

فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى 

سيدنا موسى أدرك أهمية وحجم المسؤولية اللي اتكلف بيها..

 فإبتدا يفكر في نقاط الضعف الي عنده عشان يتجنّبها ويقدر يأدي المهمة بأكفأ ما يُمكن ..

كانت أول النقاط دي إنه قتل واحد وبالتالي هما متربصين بيه ومستنيين يشوفوه عشان يقتلوه 

(قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ)

وتاني نقطه الضعف فهي اللدغة الي في لسانه بسبب أكل الجمرة في طفولته ..

فقاله يارب لو أنا هروح فأرجوك إنك تحل لي المشكلة دي عشان الناس تفهم كلامي ومكنش عِبء على الرسالة أو المعنى مايوصلش بسبب إني ما بعرفش اتكلم كويس..

هو مكنش خايف ،، هو بيحاول يحل كل العقبات إللي هتعطل تبليغ الرسالة،،

ف سيدنا موسى طلب من ربنا إنه يبعت معاه أخوه هارون لإنه أكثر طلاقة منه في الكلام ..

*"وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي" 

 وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ 

فربنا طمّنه وقاله إنه هيرسل معاه أخوه عشان يشجعه ويكون سبب يتقوى بيه.

قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ) .. 

(وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا ) .. 

ربنا طمّنه برضو بإنه هيكون معاهم بسمعه وبصره فمفيش أي داعي للقلق..

"قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ"

وإن فرعون رغم قسوته وتجبّره مش هيعرف يئذيهم وهتكون الغلَبة ليهم

قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُما

سيدنا موسي رجع لأهله وهو تفكيره مضطرب ..

بس باله كان مطمئن وكان سعيد وفرحان جدا بالتكريم رغم حجم المسؤولية ..

كمل طريقه هو وأهله لحد ما وصل خليج السويس .. و قابل سيدنا هارون هناك..

  فكرة رجوعه لمصر كانت آمنة نوعاً ما لما كان هيدخلها عشان يزور أهله في السر من غير ما حد يعرف ولا يشوفه .. 

لكن رجوعه لقصر فرعون نفسه ومواجهته بالدعوة ومُطالبته بالإيمان بالله وحده وكمان يسيب بني إسرائيل ..

لأ ده كدة شكلها الحرب هتقوم بقي ..!

يتبع إن شاء الله......

#هبةُ_الله