نبي الله إسحاق عليه السلام

أسألكم الدعاء لي ولوالدي (أبي وأمي) فضلاً

نبي الله إسحاق عليه السلام

ده انا ضحيت علشان كذا وكذا 

وأنت فاكر ان ربنا مش هيعوضك ولا ايه!

ده سبحانه وتعالى الكريم الشكور ....

بعد تضحية السيدة سارة ومُساهمِتها في تحقيق رغبة سيدنا إبراهيم في إنجاب ولد يكون له ذُرية صالحة ويحمل معه همّ الدين 

[لما وَهبتله ستنا هاجر فـ إتجوزها ورُزِق منها بسيدنا إسماعيل زي ماحكينا في قصة أبو الأنبياء]

ربنا كافئ ستنا سارة وعَوّضها

التعويض والمكافئة ماكانِتش بس على صبر ستنا سارة وإيثارها

إنما كانت كمان مُكافئة كبيرة لسيدنا إبراهيم بعد ما صِبر على الإختبار العظيم [ في أمر الله بـ ذبح ابنه إسماعيل زي ماحكينا في قصة أبو الأنبياء]

مَن ترك شيئاً لله عوضه الله خير .. وأبو الأنبياء إبراهيم ترك أغلى ما يملك تنفيذاً لأمر الله , ولده الوحيد إسماعيل , إللي كان على إستعداد تام للتضحية به إرضاءًا لله من دون حتى مايعرف الحِكمة من الأمر ده!

فـ كان التعويض بدل الخير خيرين

• خير في إن ربنا حفظ له ابنه إسماعيل وفداه بكبشٍ عظيم ..

• وخير في إن ربنا زاده من فضله ورزقه ابن جديد رغم كِبر سنه ورغم عُقم زوجته ساره

الابن الجديد كان سيدنا إسحاق .. الابن إللي حتى خَبر الحمل بيه ماكانش عادي

ربنا توّج الحَدَث بـ إن إللي بلّغهم بالخبر كان ملائكة مُرسلين بالبُشرى مُنَزّلين..

فكان موقف فريد ونادر , المُبشّرين بالخبر ماكَانوش خُبراء مِن حُكماء أو أطباء زي أي حَمل بيتم مَعرفته عن طريق الطبيب

دول مش أطباء , دول مش بشر , دول مش من الدنيا أصلا , دول ملائكة من السما ربنا باعتهم مخصوص عشان يبشرّوهم البُشرى العظيمة دي ..قبل حصولها بزمن!

بُشرى بـ طفل اسمه إسحاق , هيكبر ويبقى ابن صالح , هيبقى نبي كريم, وهيبقى من ذُريته أغلب الأنبياء والمُرسلين ..

فـ يكون التعويض الأمثل لصبر سارة وتضحية إبراهيم ..

الملائكة لما جت لسيدنا إبراهيم كانوا على شكل بشر عشان مايخافش منهم

فإستقبلهم أحسن إستقبال وإستضافهم في بيته وأكرم ضيافتهم .. ذبح لهم عجل سمين من أحسن الماشية الي عنده , شواه وعمل منه أكل كتير وقدّمه لهم .. 

(وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ) .. [آية 69 : سورة هود] ..

حَنِيذٍ يعني مشوي

 ( فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُون) [ سورة الذاريات]

[.. قال العلماء عن الآية دي إنها بتلخّص أداب الضيافة بكل بساطة وإيجاز وبلاغة :

• سيدنا إبراهيم جاب لهم الأكل فوراً وبسرعة ومن غير حتى ما يشعروا " فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ"..من غير ما يتمنن عليهم أو يحرجهم بسؤال (أجيب لكم أكل؟)

• جاب لهم أحسن حاجة عنده .. هو كان أغلب ماله أبقار فإختار أحسن عِجل عُمره مناسب ولحمه كتير وقدّمه للضيوف

• قرّب لهم الأكل لحد عندهم .. بدل مايحطوا على سُفرة ويقول لهم هُمَّ يقرّبوا , فـ نلاحظ لأي درجة كان بيتودد ليهم ويتجنب إحراجهم! .. 

• ما أمرهمش بطريقة جافّة وصارمة , بالعكس ده عرض عليهم الأكل بكل لطف وتودد قالهم " أَلَا تَأْكُلُون"؟ ]

لكنه لاقاهم رغم شِدّة لُطفه معاهم لا عايزين ياكلوا ولا يقرّبوا [وفي عُرفهم : إللي مايرضاش ياكل من أكل بتقدّمه ليه يبقى ناوي يئذيك , لإن اللي هيقدّم لك أكل وتاكله فهو أحسن إليك , وفي الفِطرة كلنا مخلوقين إن الجزاء الطبيعي عن الإحسان هو رد الجميل والإحسان , بالتالي , أي حد ناوي لك على شر مش هيسمحلك تحسن إليه لإنه مش هيحب يكون جاحد لإحسانك السابق عليه.]

فـ إبتدا سيدنا إبراهيم يقلق منهم وخاف من تصرّفهم وكتم خوفه عنهم.. {فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً} .. [آية 70 : سورة هود]

لما هُمَّ حسوا إنه إبتدا يخاف كشفوا له عن شخصياتهم .. قالوله إنهم ملائكة مُرسلين من ربه لقوم لوط [عشان ينفذوا العذاب زي ماحكينا في قصة سيدنا لوط ] .. {قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ} .. [آية 70 : سورة هود]

طمّنوه إن ربنا أرسلهم يبشرّوه بطفل جديد اسمه إسحاق ومن بعده هيكون له منه حفيد اسمه يعقوب .. {فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} .. [ آية 28 : سورة الذاريات]

{وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ}.. [آية 71 : سورة هود]

[ - فَضَحِكَتْ .. قيل إنها لما سمعت إنهم ملائكة من ربه ضحكت سروراً وشعوراً بالأمان.

وقيل لما رأت سيدنا إبراهيم قد اطمئن وذهب عنه الخوف ضحكت فرحاً لزوال خوفه عليه السلام.

وقيل إنها لما سمعت عن عذاب قوم لوط ضحكت من باب الاستبشار لكثرة فساد قوم لوط وعَظمة كُفرِهم وعِنادهم.

وقيل إنها كانت ضِحكة تعجّب مِن مصير قوم لوط إللي في الوقت ده كانوا في مُنتهى الغفلة عن العذاب اللي مستنيهم ومُتوَجّه إليهم.

وقيل إنها توقعت مُسبقاً أن الله سيُرسل العذاب لقوم لوط وأخبرت بذلك سيدنا إبراهيم , فلما جاءت الملائكة بمثل ما تَوقعته هي ضحكت فرحاً لأن كلامها وتَوّقعها وافق حُكم الله.

- في تفسيرات عن حادثة الذبح والرؤيا بتقول إن المقصود بالذبح كان سيدنا إسحاق مش سيدنا إسماعيل! , وإن سيدنا إبراهيم كان هيذبح إسحاق وربنا فداه بالكبش العظيم..

الآراء دي بنتأكد من خطأها بالآية إللي فاتت دي .. لإن الملائكة لما بشرّوا سيدنا إبراهيم كانت البُشرى تتضمن حفيده يعقوب كمان .. فـ مش منطقي إن ربنا يؤمره بذبح إسحاق رغم إنه قبل ولادته بشرّه بإنه هيكون له حفيد منه اسمه يعقوب .. بكده بنتأكد إن الي كان مع سيدنا إبراهيم في حادثة الذبح كان بالتأكيد الابن التاني وهو سيدنا إسماعيل ..]

سيدنا إبراهيم إندهش من البُشرى لإن بالمَنطق والأسباب الطبيعية إستحالة راجل في سِنه وحالته يجيب طفل جديد [ يُقال إنه ساعتها كان اقرّب على 100 سنة أو تجاوزها] ..

الإندهاش ماكنش من سيدنا إبراهيم لوحده , زوجته سارة كمان كانت سامعة الحوار ده كله , فإستغربت وضربت خدها أو بالأصح لطمت لا إرادياً من الصدمة "صَكَّتْ وَجْهَهَا "

تحمَل في طفل إزاي وهي كانت في عِزّ شبابها عقيمة مابتخلّفش , دلوقتي زاد على العُقم إنها أصبحت عجوزة ما تستحملش آلام الحمل والولادة ..

رد الملائكة كان بإن الموضوع أمر ربّاني فهو القادر الوَهّاب , وهو العليم بـ إللي يستحقوه من كرامات ومُعجزات , الحكيم في أفعاله وأقواله , الحميد الي يستاهل الحمد على جميع نِعَمه ورحمته, والمجيد الي يستحق التمجيد والثناء والتكريم

(قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ) .. [ سورة هود]

(فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) قالُوا كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ) .. [ آية 30 : سورة الذاريات]

وقد كان .. مافاتش وقت كبير كانت البشرى إتحققت وسيدنا إسحاق إتولد.

_

• في القرآن ربنا ما ذكرش أي تفاصيل عن سيدنا إسحاق غير موقف ولادته و أغلبهم بيأكدوا على فضله ومكانته وبيوصفوه بالصلاح وبينسبوا ليه البركة وبيعرّفونا إنه كان نبي وأُنزل عليه الوحي زي باقي الأنبياء

• أما ذِكره في الأحاديث ففي حديث عن حبيبنا النبي عليه الصلاة والسلام كان بيمدح فيه 4 أنبياء من ضمنهم سيدنا إسحاق .. قال : (إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام)

الأربعة دول هُمَّ 4 أنبياء ورا بعض على طول , كل واحد فيهم أب للتاني , فهي سلسلة مُتتالية بتبدأ من سيدنا إبراهيم الي أنجب ابنه إسحاق الي خلّف سيدنا يعقوب الي هو أبو سيدنا يوسف ..عليهم السلام جميعا ..

لو دوّرنا في الأنبياء كلهم مش هنلاقي 4 ورا بعض بالتقارب ده وبصِلة القرابة من الدرجة الأولى بالشكل ده!

_

التكريم في الحديث ماكانش بس لسيدنا إسحاق , إنما كان بيشاركه في المديح ابنه يعقوب

سيدنا إسحاق رُزق بطفلين توأم , سمّى الأول عيص [ أو العيص أو يُقال عيصو] والتاني سمّاه يعقوب [يُقال لإنه جاء في عقب أخيه] .. سيدنا يعقوب هو إللي الملائكة لما بشّرت بيه جده إبراهيم

وفعلا عاش سيدنا إبراهيم لحد ما ابنه اسحاق كبر واتجوز وخلّف سيدنا يعقوب.

_

   

وفي الأول و في الاخر دي كلها اجتهادات العلماء في محاولة تفسير كتاب الله , وربنا وحده الأعلى والأعلم بما يُصيب ويُخطئ منها .. قال تعالى "وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا"

_ الكاتبة هبة الله